الشفافية الحاضرة الغائبة في بيئة العمل، أهي أزمة ثقة أو تجاهل؟
Transparency: Easy to claim difficult to approve or offer!
هذا التساؤل هو حال الكثير من المنشآت التي تفتقد العمل المؤسسي والوضوح في أهدافها وإستراتيجياتها وتفتقد الشفافية في بيئة العمل.
من أهم المشكلات التي تواجه بيئات العمل هو إفتقاد الشفافية والوضوح في التوجهات رغم التصريح المتكرر للتنفيذيين والمدراء على أنهم يتبنون ثقافة الشفافية في تواصلهم وأن أبوابهم مفتوحة والمعلومة الصحيحة متاحة وأن لكل سؤال جواب، رغم وجود قنوات تواصل أيضاً إما بريد إلكتروني أو نشرة إلكترونية. لكن واقع الحال في معظم بيئات العمل مغاير لذلك مما يفقد بيئة العمل المحفز الرئيسي وهو وضوح الأهداف والتوجهات وثباتها.
تشير بعض الدراسات إلى أن 42% من الموظفين فقط يعرفون رؤية ورسالة منشآتهم وِأهدافها وأن هُناك 50% من الموظفين يشعرون أن منشآتهم لا توفر لهم المعلومات أو الحقائق التي تُساعدهم لأداء أعمالهم بنجاح، والأسوأ من ذلك نتائج بحث لـ ِ American Psychological Association تشير إلى أن 25% من الموظفين لا يثقون بجهات عملهم.
تعتبر الشفافية من أهم عوامل التحفيز والإرتباط بين الموظفين ومنشآتهم، حيث تساهم أيضاً في توفير المناخ الملائم لنجاح تلك الشركات والمؤسسات. وكلما زاد مقدار الثقة بالموظفين زاد إرتباطهم وولائهم وإنتاجيتهم، وتطور حافز الإبداع لديهم مما يساعد على إيجاد الحلول للمعوقات وتنمية العلاقات والاتصال الإيجابي في بيئة العمل والعمل بروح الفريق، وتقلل من الشائعات وتفسير الأحداث الداخلية بصورة خاطئة ويترتب على ذلك لجوء الموظفين إلى وسائل غير رسمية وغير موثوقة للبحث عن المعلومات.
ومن الأدوار الأساسية لإدارة الموارد البشرية تحسين بيئة العمل لتكون جاذبة ومحفزة للأداء والولاء، والبحث عن مسببات تدني مستوى الشفافية وتساهم مع الإدارة العليا في تبني مبادرات ترفع من مستواها. و للوصول إلى قدر مقبول من الشفافية يجب التأكد من والعمل على:
- التوافق ما بين أعضاء الإدارة العليا (التنفيذية) في تبني الأهداف والإستراتيجيات والخطط المستقبلية، والتنسيق الدائم فيما بينهم بشكل رسمي وغير رسمي، والحذر من أن عدد محدود مُقرب للرئيس هم فقط من تتاح لهم فرصة مناقشة وإبداء الرأي في هذه المواضيع، بينما يتم إقصاء الآخرين.
- التأكد أن الإدارة الوسطى على علم وإدراك تام من كافة التوجهات وتبنيهم لها بنفس المستوى للإدارة العليا، ولديهم القدرة المهنية لنقلها لمرؤوسيهم.
- تأصيل العمل المؤسسي من خلال لوائح وإجراءات عمل موحدة ومكتوبة شاملة ومراجعتها بشكل دوري.
- إشعار الموظفين بالقيمة المضافة التي يقدمونها وأن وظائفهم ذات معنى وأن العائد من جهودهم مؤثر في النتائج المالية أو رضا المستفيدين من الخدمة المُتحققة من أعمالهم.
- توسيع نطاق التمكين والثقة بالموظفين.
- وجود أنظمة وقنوات تواصل مفتوحة بين كافة العاملين والمستويات الإدارية التي بدورها تساعد على نمو الثقة والتعاون والإلتزام.
- عقد لقاءات حوار دورية بين الإدارة العليا والموظفين شعارها “إسألني” تتسم بالحوار الهادف.
- عدم إخفاء الأخبار الغير سارة والخوف من المواجهة والإفصاح عنها والمبادرات المتخذة لتجاوزها.
في إعتقادي أن تحقيق ذلك سوف يحقق الكثير لتحسين مستوى الأداء والولاء والمحافظة على الموظفين.
هذا ما أحببت أن أطرحه في هذا اللقاء
تحياتي،،،
المستشار عبد الرحمن بن عبد العزيز النشمي