رضا الموظف لا تعني بالضرورة إنتاجيته، تأكد من الارتباط والمشاركة
Satisfy Employee not necessarily productive Employee, make sure he\she Engaged
مشهد حدث أمامي حفزني لأكتب عن هذا الموضوع، موظف خدمات عملاء في أحد الشركات ذات الامتياز المُحتَكِرَة، يرد على عميل كبير في السن أمامه أنه إستثناءاً وتَفضُلآ منه سوف يخدمه وهو يستعرض هاتفه المحمول أكثر من أن يصغي للعميل رغم أنه لا يوجد ضغط عمل في تلك اللحظة، لم يعرف هذا الموظف أن الوظيفة خُلقت من أجل هذا العميل وأن راتبه يدفعه العملاء.
تبادر إلى ذهني الاستعراض الذي تقوم به بعض تلك المنشآت من توفير بعض الخدمات النوعية / الترفيهية لموظفيها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو الإحترافي والسعي لرضاهم وهذا شيء جميل، والسؤال هل رضا الموظفين Employee Satisfaction كافياً لتعظيم إنتاجيتهم أو لابد أن يقترن ذلك بمشاركة وإرتباط الموظفين بوظائفهم Employee Engagement لتحقيق الهدف الأساسي من رسالة المنشأة من خدمة أو إنتاجية فإسعاد الموظفين ليس بالضرورة إسعاد لنتائج المنشأة أو عملائها.
الموظف المشارك و المرتبط إيجابياً بمنشأته يعتبر أكثر عطاءاً و يحاول جاهداً ليعطي أفضل ما عنده لينجز عمله و في الغالب أكثر تركيزاً، يهتم بالنتائج ،يعنيه رضاه و رضا منشأته و رضا عملائه الداخليين و الخارجيين. في دراسة قامت بها Towers Watson’s على 50 شركة في العالم أكدت أن الموظفين المرتبطين بوظائفهم يحققون قيمة مضافة لشركاتهم تعادل ثلاث مرات من الشركات ذات الإرتباط المنخفض.
بيئات الأعمال وتعدد أنشطتها لا تتماثل تماماً مع بعض، حيث أن لكل منشأة بيئتها الخاصة وقِيمَها وإستراتيجياتها لتحقيق أهدافها وارتباط ومشاركة وتعايش موظفيها مع ذلك تعنى الكثير من الإيجابية والعطاء.
على سبيل المثال بيئة عمل تقنية عالية الإحتراف مثل قوقل أو مايكروسفت لا تعنى أنها مناسبة لبيئة عمل متعددة المستويات المهنية تعمل في قطاع الضيافة أو التجزئة أو التصنيع.
في دراسة ل hr. research 2019، 93% من محترفي الموارد البشرية يعتقدون أن الإرتباط و المشاركة Engagement تقود إلى أداء عال و فعال ويعتقدون أن هُناك طرق لقياس مستوى الإرتباط، و أكدت ذلك الكثير من الأبحاث و الدراسات المماثلة. هُناك الكثير من المبادرات والعوامل في المسار المهني للموظف بدءاً من برنامج تهيئة الموظف المستجد وحتى مقابلة تاركي العمل.
يستوجب على المنشأة أن تستشعر أهميتها لقياس مستوى إرتباط موظفيها وتبني إستراتيجيات تستهدف رفع مستوى الإرتباط ولتحقيق نتائج إيجابية يتطلب الكثير من الجهد والوقت.
لا يتأتي هذا التوافق إلا من خلال بيئة عمل محفزة بعوامل متعددة أكدتها الكثير من الدراسات منها:
- وضوح الأهداف والمسؤوليات.
- الثقة بالقيادات.
- كفاءة الإدارة الوسطى.
- وظائف ممتعه ذات معنى وهدف.
- فرص الترقي ومرونة التحرك في المسارات الوظيفية.
- الإتصال والعمل بروح الفريق.
- وكذلك كفاءة برنامج تقييم الأداء المنصف للمتميز ومُحفز للمقصر أن يُحسن من أداءه.
توضيح أهمية ارتباط الموظفين لا يعني تهميش السعي لرضاهم، “صورة موظف يحتسي قهوة بيده والبطاقة التعريفية معلقة برقبته مبتسماً لا يعني بالضرورة أنه مرتبط بوظيفته”.
هذا ما أحببت أن أطرحه في هذا اللقاء
تحياتي،،،
المستشار عبد الرحمن بن عبد العزيز النشمي