أعطي الآخرين فرصة مثلما حصلت أنت عليها

 أعطي الآخرين فرصة مثلما حصلت أنت عليها، التفويض والتمكين المفقود في أسلوبنا الإداري

Give others a chance like you got, the delegation and empowerment missing in our management style

يتناسى بعض المدراء حالهم في بداية حياتهم العملية من الفرص أو التحفيز والتبني الذي وجدوه من قبل مدراء كانوا عوناً لهم في مسارهم المهني وأوصلوهم لما وصلوا إليه.

يتكرر الدور في الأجيال التي تتعاقب وبعض من كان مرؤوساً أصبح رئيسًاً أو مديراً فالبعض منهم يتقمص شخصية المولود مديراً وفاهماً، من خلال تكريس النهج المركزي في إدارته للآخرين، فجميع مسارات وإجراءات العمل تمر من خلاله ويتعالى أن يكون موجهاً وسنداً لمرؤوسيه وتمكينهم وتفويض بعض الأعمال لهم.

إن اعتقاد المدراء أنهم المؤتمنين والأكفاء وغيرهم غير ذلك، وما يجدونه من صعوبة في إعطاء الثقة للآخرين وتمكينهم في الغالب مؤشر على فقدان الثقة بالنفس والخوف من المنافسة في حال تعلم الآخرين جزء من أدوارهم أو أدوارهم كاملة، بل هم من معوقات تنمية العنصر البشري واستمراريته مثبطين فيهم الثقة بالنفس ومهارة الإبداع ونمو المهارات.

والأسوأ أن يكونوا ممن تسلقوا إلى ما وصلوا إليه على أكتاف الآخرين وليس لديهم إدراك لهذا الأمر والأعمال التي يقدمونها أعمال لآخرين خلف الكواليس، ويكون لسان حالهم فاقد الشيء لا يعطيه.

وهُناك فرق بين التمكين والتفويض فالتمكين يُعطي مساحة ومرونة أكبر في كيفية الأداء والاختيار الأنسب لإجراءات العمل وإتخاذ القرار، بالمُقابل التفويض مؤقت وفق إطار وصلاحيات محدده سلفاً.

ما يهمنا هنا إذا فُقد الاثنين (التفويض والتمكين) في أسلوبنا الإداري وإدارة الآخرين فإننا نتوقع المركزية وتبعاتها من ضعف بالأداء وتباطؤ بالتنفيذ، وكذلك الضعف والانحسار في

تنمية الكفاءات والتثبيط لقدرات الآخرين الإبداعية في الأداء، وإن كان لا يمنع من التدرج في ذلك مع إعطاء تغذية راجعه إيجابية محفزه تشيد بالإنجاز من دون الدخول في التفاصيل.

نختم

ولعلي في هذا المقام أشكر زميل وإخوة أفاضل كان لهم الفضل بعد الله في تنمية مساري المهني وعلى رأسهم الزميل ديرمود مانولي في شركة المراعي والأخ سعود الحوشان في شركة الإلكترونيات المتقدمة والأخ سرور السامرائي في شركة الشايع الدولية في الكويت.

لنسعي أن نصل مع مرؤوسينا من مرحلة ماذا نريد منهم ومن خلالهم، إلى مرحلة أن نحدد ماذا نُريد سوياً ونتركهم يحددون كيفية الوصول إلى ما أردناه، وندرك أن التفويض والتمكين الأداة الأقوى لتحفيز الموظفين وتطوير وتنمية قدراتهم ومهارتهم وصنع القيادات.

هذا ما أحببت أن أطرحه  في  هذا  اللقاء

تحياتي،،،

المستشار عبد الرحمن بن عبد العزيز النشمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.